20‏/02‏/2013

زوربا اليوناني

حان وقت الحديث عن الكتاب الذي بين يدي

( زوربا اليوناني )
لنيكوس كازانتزاكيس



استغرقت قراءة هذا الكتاب ما يقارب الاسبوع
وهو حد لم يبلغه أي كتاب معي
لا لشيء سوى أن أسبوعي كان مزدحمًا , وآراء نيكوس الحادة لم تساعدني كثيرًا في الرجوع إليه



كنت أقلب بعض الصفحات في غضب
وبالتحديد كلما تحدث عن المرأه .. أو الدين
يكاد لا يخلو أي فصل من تساؤل حول ما اذا كانت المرأه بشرًا أم لا
وأما الكلمات الإلحادية فلا تخلو منها أية صفحة
المذهل في القصة أن شخصية زوربا حقيقية , كان قد إلتقى به الكاتب في إحدى أسفاره



قبل كل شيء .. وقفة سريعة مع الكاتب
نيكوس كازانتزاكيس يعتبر من أشهر وأبرز الكتّاب والشعراء والفلاسفة في القرن العشرين
وقد ترجمت كتبه إلى أكثر من أربعين لغة
من مواليد جزيرة كريت سنة 1883
تزوج في عمر متأخر جدًا .. ولم يكن يلتقي بزوجته الا عشرة أيام في السنة !
حصل على جائزة لينين للسلام سنة 1956 
وترشح لجائزة نوبل للسلام سنة 1956 لكنه خسرها
توفي في 26 تشرين الأول سنة 1957 عن عمر ناهز 74 عامًا





ترجمت الرواية إلى 14 لغة منها العربية
وصنّفت ضمن أفضل مائة كتاب في التاريخ




الرواية عموما تتحدث عن ( عثّة الكتب ) باسيل .. الذي ورث مال من أبيه وقرر الذهاب الى كريت ليستثمر أمواله في منجم للفحم , في طريقه يلتقي بزوربا
رجل عجوز قد تخرج من مدرسة الحياة طلب أن يرافق باسيل كخادم له , ولأن حديثه أعجب باسيل وافق على الفور لتنشأ بينهما صداقة على الفور
شخصية زوربا تجذب فهو شخص يحب الحياة بكل أشكالها , وكل شيء حوله يفتح في ذهنه ألف سؤال
يكره الحزن , ويحب الفرح .. يرى أن أفضل وسيلة للتعبير عن المشاعر الصادقة هي بالرقص



أترككم مع الإقتباسات ..




كنت معروفًا بمحبة الحياة
فكيف سمحت لنفسي بالتورط طويلا بهراء الكتب وبالورق
الملوث بالحبر !







واحدة من الأشياء التي لن تتركك وحيدًا
ليست المرأة فقط .. بل الأكل أيضًا


***


أخبرني , ماذا يفعل بالطعام الذي تأكله فأخبرك من أنت
البعض يحولون طعامهم الى دهن وسماد
والبعض إلى عمل ومزاج طيب
والبعض الآخر كما سمعت إلى الله







ما تلك المتعة الحسية للأسف التي تنتجها ساعات المطر الناعم فيك
تخرج الى السطح جميع الذكريات المره المختبئة في أعماق ذهنك :
الإنقطاع عن الأصدقاء
ابتسامات النساء التي ذبلت
الآمآل التي فقدت أجنحتها كفراشات ولم تبق إلا يراقاتها







سعادتي هنا كثيرة لأنها بسيطة وصادرة عن عناصر أبدية :
الهواء النقي , الشمس , البحر , وخبز القمح ..


***


هذه هي السعادة الحقيقية :
لا يكون لديك طموح , تعمل كالحصان وكأن لديك كل الطموحات
أن تعيش بعيدًا عن الناس لا تحتاجهم ومع ذلك تحبهم
أن تكون النجوم فوقك واليابسةُ إلى شمالك والبحر إلى يمينك




زوربا .. والسنة الجديد ..



هذا هو الوقت عندما أعود ولدًا صغيرًا من جديد : أولد من جديد كل سنة






الموت لا شيء
فالشمعة تطفأ ولكن العمر الطويل عار
إنني أعتبر إقترابي منه عارًا ثقيلا وسأفعل ما أستطيع كي أمنع الناس من رؤية هذا العمر لدي
أقفز , أرقص , يؤلمني ظهري ومع ذلك أستمر في الرقص !
أتصرف وكأن كل شيء رائع


***


هكذا أنا يا سيدي , لدي شيطان في داخلي وأدعوه زوربا
زوربا الداخلي لا يريد أن يكبر وهو لم يكبر ولن يكبر أبدًا
زوربا



حوار مُلفت بين باسيل والعجوز الذي صادفه في طريقه الى دير الراهبات ..




باسيل : ما صحنك المفضل أيها الجد ؟
العجوز : كل الانواع يا بني .. إنها خطيئة كبرى أن تقول هذا جيد وذلك رديء !
باسيل : لماذا ؟ ألا نستطيع الاختيار ؟
العجوز : لا , طبعًا لا نختار
باسيل : لماذا لا ؟
العجوز : لوجود عدد من الناس الجائعين










جميع الذين يعيشون حقًا أحجيات الحياة لا يجدون وقتًا للكتابة
بينما الذي يتسنى لهم الوقت فإنهم لا يعيشونها







الفكرة هي الاساس
ألديك الايمان ؟ شظية من باب قديم تصبح ذخيرة مقدسة
أينقصك الايمان ؟ عندها الصليب المقدس كاملا يصبح عامود باب لك







أن تقول نعم للضرورة وتحول المحتوم الى شيء يفعل بالارادة الحرة ؟
فربما تلك هي الطريق الوحيد الى الحرية !









لقد أوقفت التفكير فيما جرى أمس ,
وتوقفت عن سؤال نفسي حول ما سيجري غدًا ..
ما يهمني .. ماذا يجري اليوم ؟
أقول : ماذا تفعل هذه اللحظة يا زوربا ؟
- أنا نائم .. اذًا نم جيدًا
ماذا تفعل الان يا زوربا ؟
- أنا أعمل .. حسنًا إعمل جيدًا ..
ماذا تفعل هذه اللحظة يا زوربا ؟
- أقبّل إمرأه .. حسنًا قبلها جيدًا !







الى ماذا تحتاج ؟
أنت شاب تملك المال والصحة والنوعية الطيبة
لا تحتاج الى شيء , بل إلى أمرٍ واحد
الحماقة !













- النهاية -


                                                                                     فيولا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق