ويعانقني اليأس
أهرب إلى مُذكرَاتي
تلك الدفاتر المكدسة في أسفل رفٍ بمكتبتي السوداء
أغلفتها قاسية
أوراقها مُشعّثة
أنفض عنها الغُبار
وأقرأني
أقرأ ما كُنتُه يومًا
ما أحسسته
وبسذاجتي دونته في دفتري
الجيد والسيء
كله في تلك الدفاتر العتيقة
المذكرات , الأوهام والأحلام
لوثت تلك الصفحات
هذا اليوم هو أحد هذه الأيام ..
ولكن هذه المرة سأشارك بعض ما كتبته في تلك الدفاتر
مع مدونتي
*
الدفتر , قُرمزي اللون وصور نجمة غربية تملأ غلافه
السنة 2009
تملأ الصفحات الأولى رسمات طفولية قبيحة
توقفت عند إحدى الصفحات
لقد كانت تتحدث عن طفلة قريبة لي أصيبت بمرض لا شفاء منه
ستة شهور كان عمرها حين داهمها المرض
طفلة صغيرة .. لم تخطو على قدميها حتى
كانت تملأ منزل والديها بضحكاتها البريئة
وصرخاتها الغاضبة أحيانًا
فجأة ,
وبدون سابِق إنذار
أصيبت بمرض عجز الكبار عن مقاومته , فكيف بجسد تلك الصغيرة الغضّ
أصبحت الآن تئن من الألم ولا تقوى على البكاء كبقية الأطفال
لا تقوى على الجلوس
أما والدتها فكأن المرض أصابهما الإثنتان معًا
أصبحت هزيلة كما هو حال إبنتها
طلبت مني والدتي أن أراها .. هل كانت تريد مني أن أودعها ؟
هل يعقل أن يموت البرعم قبل تفتحه ؟ وتكسف الشمس قبل شروقها ؟ ويخسف القمر قبل إكتماله ؟!
هل يعقل أن تكون تلك القُبلة التي طبعتها على يدها الأخيرة
وإجابتها لندائي سيكون الأخير ؟
لستُ أعرف ..
لكنه يتملكني إحساس قوي بإنها ستعيش
وسترى والدتها أولادها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق